Powered By Blogger

16 يونيو 2010

طريق الخلاص كما بينه يسوع المسيح









طريق الخلاص الذي بينه السيد المسيح ليس فيه الإيمان بالموت الكفاري على الصليب، وهذه أدلتنا:

أولاً: في بداية دعوة المسيح " جاء يسوع إلى الإنجيل يكرز ببشارة

ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا
بالإنجيل" مرقس .15 -14 /1 والإنجيل الذي طلب المسيح من قومه
الإيمان به ليس فيه الصلب والصليب والموت الكفاري لأن كل هذه
الأشياء وردت في أناجيل لم يكن أصحابها قد ظهروا بعد، بل بعضهم
جاء بعد المسيح.

ثانياً: في إنجيل متّى الإصحاحات الخامس والسادس والسابع سرد
المسيح كل الوصايا التي يجب الإيمان بها للوصول إلي ملكوت الله
وليس من بينها علي الإطلاق الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب .
ثالثا : بين المسيح الطريق إلي الحياة الأبدية بوضو ح تام فجاء" الحق

الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله الحياة
الأبدية" يوحنا14:5
" و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك

ويسوع المسيح الذي أرسلته " يوحنا أصحاح.3 /17
رابعا: بين المسيح الوصية التي هي أول كل الوصايا وذلك لما سأله
الكاتب " آية وصية هي أول الكل ؟ فأجابه يسوع : إن أول كل

الوصايا هي أسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب من
كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولي"
وليس فيها الإيمان بالموت الكفاري علي الصليب ، ثم قال المسيح :
"
و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخري أعظم من

هاتين" مرقس12عدد .31 -3 0 -2 9 -2 8
تري هل يمكن أن تكون الوصية بالأيمان بالموت الكفاري علي
الصليب أعظم من هاتين !!! ؟؟؟ القول بذلك اتهام للمسيح عليه السلام.
خامسا: وعد تلاميذه قائلا : " الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين

تبعتموني في التجديد متي جلس ابن الإنسان علي كرسي مجده
تجلسون أنتم أيضا علي اثني عشر كرسيا .." إنجيل متي أصحاح
1 9 عدد 2 8 ، وذلك برغم أن التلاميذ الإثني عشر الجميع تركوا
المصلوب وهربوا بل ومنهم من أنكره بل ومنهم وهو يهوذا الذي
باعه بثلاثين من الفضة فلم يكن التلاميذ مؤمنين بالموت الكفاري.
سادسا: كيف يطلب المسيح منهم الإيمان بالموت الكفاري وهو الذي
دعا الله تعالي أن ينجيه من هذا الموت وسمع له من أجل تقواه، وهو
الذي قال أن نفسي حزينة جدا حتى الموت بل قدم بصرا خ شديد
ودمو ع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من
أجل تقواه كما جاء في العبرانيين 5/7 وتكرر منه طلب النجاة من هذا
الموت فكيف يأمر بالإيمان به ويجعله طريق الخلاص.
" ولكنكم تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه

من الله" يوحنا . 4 0 /8
ويقول مرقس 13 /1 6 عن المسيح " وبعد ذلك ظ هر بهيئة أخري

أي تغيرت صورته .
وقال بولس في رسالته لأهل غلاطية " 1 /3 أيها ال
غلاطيون الأغبياء
من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق انتم الذين امام عيونكم قد رسم

يسوع المسيح بينكم مصلوبا " ، أي شبه لهم

هروب

وهو هنا هروب عجيب لأنه هروب جماعي كما قالت
النصوص :" حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربو" متي . 5 6 /2
6
" فتركه الجميع وهربوا مرقس . 5 0
/14
والأشد عجبا أن كون من بين الهاربين من ألفوا إنجيلا كاملا عن
المسيح !!! وإلا فما تعنيه كلمة " كلهم" في النص السابق" تركه

التلاميذ كلهم و هربوا" وما الذي تعنيه كلمة " الجميع" فيما ذكره
مرقس" فتركه الجميع و هربوا
.
أحيانا أصحاب المباد ئ الأرضية يقاتلون من أجل مبادئهم حتى الموت
وكثيرا ما سردت علينا الأسفار قصص المؤمنين من أتبا ع الرسل
وكيف آثروا الموت والاستشهاد من أجل إيمانهم والدفا ع عن الرسل
والرسالات التي جاءوا بها فهل يعقل أن يكون المسيح وحده هو
الأسوأ حالا فيتركه جميع أتباعه ويهربون !!! ؟؟؟ العقل يقول الجميع
تركوا المعلق علي الصليب وتخلوا عنه وهربوا لأنه ليس المسيح
وذلك هو الشيء الوحيد الذي يحمي جميع تلاميذ المسيح من وصف
الارتداد والكفر وأيضا هذا التخلي المطلق والهروب يعني شيئا آخر
فهل كان المسيح الوحيد من بين الرسل الذي ساء حظه فباعه أحد
تلاميذه واثاني أنكره والباقون تركوه وهربوا !!! ؟؟؟ برغم أنه رسم
لهم خطة المعركة المحدودة وخصص لهم أماكن الدفا ع وأمرهم أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا استعدادا للدفا ع ، إن كل ذلك يوحي بأن
الشخص الذي أمسكوا به ليصلبوه لا يستحق الدفا ع عنه لأنه ليس
المسيح .

المسيح يرفض تسليم نفسه ويستعد لمعركة دفاعية

وهل الذي يسلم نفسه طائعا مختارا يأمر تلاميذه بالاستعداد للجهاد
وشراء سيو ف ويتحري عدد الأسلحة الموجودة بل ويأمر أصحابه أن
يبيعوا ثيابهم ويشتروا سيوفا بثمنها، " فقال لهم: لكن ا لآ ن من له

كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثيابه ويشتر سيفا"
لوقا 3 6
-35 /22
بل ويتحر ى المسيح الدقة ويسأل عن عدد الأسلحة الموجودة فكانت
الإجابة " فقالوا: يا رب هو ذا هنا سيفان. فقال: لهم ( يسوع
)
يكفي" لوقا . 2 8
/22
ونحن هنا نسأل : يكفي ... لماذا ؟
لاشك أن كل ذلك استعداد لمعركة محدودة معركة دفاعية ضد الذين
أرادوا الإمساك به ، وفعلا بدأت المعركة " وإذا واحد من الذين مع

يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع
أذنه" متي . 51 /2
6
وذلك ردا علي الذين قالوا هي سيو ف روحية ! وقد وز ع يسو ع قواته
المحدودة للدفا ع عنه فخصص مدخل البستان لثمانية من تلاميذه ثم أخذ معه بطرس و ابني زبدي ... فقال لهم ...:"أمكثوا
ها هنا واسهروا معي" متي 3 8 -37 /2 6 فماذا يعني ذلك كله؟ شراء سيو ف وتخصيص أماكن للدفا ع واستعداد لمعركة، ألا يتعارض ذلك مع قولهم سلّم نفسك طائعاً مختاراً؟!.

يهوذا المظلوم


ولابد أن تعر ف مكانة يهوذا بين هذه الجماعة اليسوعية فيهوذا هو الأمين على مالية الجماعة كلها وصندوق ماليتها تحت تصرفه، فقد جاء بالنص"الصندوق مع يهوذا" يوحنا . 2 9 /13
وكان يمكن ليهوذا لو كان محباً للمال أن يختلس المالية كلها ويفرُّ هارباً.
وهناك سؤال مطلوب الإجابة عليه، ما الدافع ليهوذا لتسليم المسيح؟ هل هو عدم الإيمان بالمسيح؟! ذلك شيء مستبعد بعد معاصرته للمسيح ومشاهدة المعجزات التي أتى بها وقربه من المسيح الذي أدي إلى ائتمانه علي مالية الجماعة كلها.
هل هو حب يهوذا للمال الذي دفعه لتسليم المسيح؟ وهل ثلاثون من الفضة مغرية ليهوذا ليسلم سيده ؟ ذلك شيء مستبعد لأن مالية الجماعة كلها تحت تصرفه وكان يمكنه الهروب بها ويعفي نفسه من مسئولية التسليم، بل كان يمكن أن يختلس الثلاثين من الفضة من الصندوق بطريقة مستمرة منتظمة لا تنكشف، لاشك أن يهوذا مظلوم في ذلك.
إنهم لم يعينوا علي يهوذا مراجعا للحسابات وكان يمكنه أن يختلس من الصندوق ما يشاء، فهل مثل هذا الأمين علي مالية الجماعة كلها يبيع أميرها بثلاثين من الفضة؟؟؟
ولقد ظل الصندوق في يده لآ خر لحظة حتى بعد اكتشا ف خيانته بدليل
أن المسيح لما قال له ما تريد أن تفعله افعله سريعا ظن التلاميذ أن المسيح يأمر يهوذا بشراء طعام من الصندوق، وهنا تناقض في مصير يهوذا ومصير الثلاثين من الفضة، كيف كان ذلك؟
"لما رأي يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين إلى
رؤ ساء الكهنة والشيوخ قائلاً: قد أخطأت إذ سلمت دما بريئاً، فقالوا
ماذا علينا أنت أبصر، فطرح الفضة في الهيكل ثم مضي وخنق نفسه". متي 27 عدد.5 -4 -3
وتأتي أعمال الرسل بكلام مخالف عن مصير يهوذا ومصير الثلاثين من الفضة فتقول : "... فإن هذا (يهوذا) اقتني حقلا من أجرة الظلم
وإذ سقط علي وجهه وانشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها
". أعمال الرسل/118
فهذا تناقض صارخ في مصير الثلاثين من الفضة مرة ألقاها في الهيكل ومرة اقتني بها حقلاً، وتناقض صارخ في مصير يهوذا مرة
خنق نفسه ومرة انشق من الوسط وانسكبت أمعاؤه.
والعجيب أن تكون شخصية المسيح نكرة في نظر طالبيه للصلب لدرجة أنهم قدموا ثلاثين من الفضة للتعر ف عليه!!!

الشك

"حينئذ قال لهم يسوع كلكم تشكون في هذه الليلة لأنه مكتوب أني

أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية - ولكن بعد قيامي أسبقكم إلي
الجليل " متي . 22 -21 /2 6
ولنا أن نتساءل لماذا يشك جميع تلاميذ المسيح فيه هذه الليلة – ليلة
الصلب ! ؟ هل هو شك في نبوته ؟ ذلك كفر صريح مستبعد تماما عن
تلاميذ المسيح جميعا وعلي الأخص أنه قال " كلكم تشكون في
"
الشك الوحيد الذي يمكن أن يكون هو الشك في شخصية المصلوب
عندما يكون قد تحقق ما أورده القرآن الكريم

وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ * النساء: من الآية157
وإلا فإن شك الجميع في رسول الله كفر صريح مستبعد لأنه
وعدهم الجلوس معه في ا لآ خرة .
وقد كانت بين المسيح وبين رئيس الكهنة محاورات ومداولات سابقة
ولاشك أن رئيس الكهنة يعر ف المسيح معرفة جيدة فماذا كان ؟ عندما
أتوا بالرجل الذي يريدون صلبه إلي رئيس الكهنة الذي اخذ يناقشه
والرجل ساكت .
" فقام رئيس الكهنة وقال له أما تجيب بشيء وأما يسوع فقد

كان ساكتا ، فأجاب رئيس الكهنة وقال له أستحلفك بالله الحي أن
تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله " متي . 6 4 /2 6
ما هذا الأمر العجيب مجموعة أمسكوا بيسو ع حيث اجتمع الكهنة
والشيو خ ومع ذلك ووسط هذا الجمع رئيس الكهنة يستحلف الرجل
الذي امسكوه بالله ويقول : " أستحلفك بالله الحي أن تقول هل أنت

المسيح ... " !!! هل هذه الجمو ع التي احتشدت لم تقنع رئيس
الكهنة أن الذي أتوا به هو المسيح ! ؟ ذلك النص صريح وقاطع في
أن رئيس الكهنة وقع في شك كبير في شخصية الذي أمسكوا به ولا
يدري ما إذا كان المسيح أم لا حتى لجأ إلي استحلافه بالله أمام هذا
الحشد الكبير وأجابه الشخص الممسوك به علي هذا الاستحلا ف أشد
عجبا حيث قال : " أنت قلت " متي 6 4 /2 6 يعني أنت الذي يقول
ذلك ... وأضا ف الرجل " وأيضا أقول لكم من ا لآ ن تبصرون ابن

الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء " متي 2 6
. 6 4
/
ما معني قوله " من ا لآ ن" يعني منذ اللحظة التي أنا ممسوك فيها ألآنيكون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء ...
تدبر كلمة " من ا لآ ن " فا لآ ن تعني لحظة الإمساك بالرجل ومحاكمته في هذا الوقت يكون المسيح عن يمين القوة وعلي السحاب ... ألا يقطع ذلك بأن الذي أمسكوا به إنسان آخر غير المسيح ؟ وهذا ما
ذكره القرآن الكريم : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا)
النساء: الآية 157
وإذا كان هذا الشك من فرد في شخصيةالمسيح يمكن التغاضي عنه برغم ما أحاط به من ملابسات فما الذي يعنيه الشك في شخصية المسيح من جميع الحاضرين فقد ورد بالنص

" " ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب ور ؤ ساء الكهنة و الكتبه
وأصعدوه إلي مجمعهم قائلين: إن كنت أنت المسيح فقل لنا ... "
لوقا . 6 7 -66
/22

ياللعجب في وضح النهار مشيخة الشعب ور ؤ ساء الكهنة والكتبه
الكل مجتمعون ومع ذلك يشكون في شخصية هذا الذي أمسكوا به
ويقولون : إن كنت أنت المسيح فقل لنا ؟ يعني التعر ف علي شخصية
المسيح لا يتوقف عليهم إنما يتوقف علي إقرار واعترا ف الذي
أمسكوا به !!! إنه الشك الواضح الذي أشار إليه القرآن الكريم

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
النساء: الآية 157

بل وأشار إليه المسيح " كلكم تشكون في في هذه الليلة " ولابد من
تحديد دائرة هذا الشك وهو ليس الشك في نبوته وإلا لقال كلكم
تكفرون ، الأعجب من ذلك إجابة الممسوك به علي هذا السؤال ،إن
كنت أنت المسيح فقل لنا .
الإجابة " إن قلت لكم لا تصدقون ، وإن سألت لا تجيبوني
ولا
تطلوقوني" لوقا 68 -6 7 /22 ،فما نعني إجابته " إن قلت لكم
لا
تصدقون " ؟ المعني الوحيد إن قلت لكم إني لست أنا المسيح لا

تصدقون ولهذا قال لهم : " وإن سألت لا تجيبوني ولا تطلقوني".
فهم أتوا به علي انه المسيح ولا يصدقون أنه المسيح وبالتالي لا

يطلقونه ونحن هنا سنروي أيضا رواية من رأوا المسيح حاملا
الصليب كما زعموا وسنجد أنهم أيضا وقعوا في شك في شخصية
حامل الصليب فقد جاء في إنجيل لوقا " 2 6 /23 ولما مضوابه
أمسكوا سمعان رجلا قيروانيا كان آتيا من الحقل ووضعوا عليه
الصليب ليحمله خلاف يسوع " وجاء في إنجيل يوحنا أصحاح
1 9
عدد " 17 -1 6 فأخذا يسوع ومضوا به ، فخر ج و هو حامل صليبه
إلي الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة " رغم أنه كان موثقا
!!
فهذا شك واضح في شخصية حامل الصليب إلي مكان الصلب هل هو

المسيح أم سمعان الرجل القيرواني؟

للمراسلة: